تدور أحداث تلك القصة في إحدى العمارات ، والتي كان أسفل تلك العمارة مستودع ، في الأعلى شقق سكنية ، وفي إحدى تلك الشقق امرأة قد غاب عنها زوجها في تلك الليلة المأساوية ، فكانت تلك المرأة تحضن طفلها الرضيع ، وطفلتيها الصغيرتين وتنيمهما ، وبجوارها امها الكبيرة في السن ، وفي جوف الليل تستيقظ المرأة على صراخ وصخب شديد جداً.
فتفاجأت عندما استيقظت بحريق هائل أسفل تلك العمارة التي تقيم بها ، وقد أحضروا رجال الأطفاء ، وقد طلب رجال الإطفاء من جميع السكان اخلاء العمارة بالكامل على الفور ، فقامت المرأة وأيقظت صغيرتها ، وصعدت الصغيرتان إلى أعلى العمارة ، ثم بقيت الأم في موقف لا تحسد عليه ، فأخذت تنظر إلى طفلها الرضيع الذي لا يستطيع أن يتحرك ، وإلى والدتها الكبيرة في السن ، والعاجزة عن الحركة ، والنيران ، تلتهم العمارة ، ووقفت الفتاة متحيرة من هول الموقف الذي هي فيه.
وبسرعة قررت المرأة شئ غريب جداً ، فلقد قررت أن تبدأ بأمها قبل كل شئ وتترك صغيرها ، فحملت امها وصعدت بها إلى سطح العمارة ، وما أن سارت المرأة في سلم تلك العمارة ، وإذ بالنار تداهم شقتها وتدخل على صغيرتها ، وتلتهم تلك الشقة وجميع مافيها ، فتفطر قلب الأم وسالت دموعها ، وصعدت إلى سطح العمارة لكي تضع امها ، وتتجرع غصص ذلك الإبن الذي داهمته النيران .
أصبح الصباح ، وتم اخماد الحريق وفرح جميع سكان المنطقة ، إلا تلك الأم الحزينة على فراق ابنها.
لكن مع بزوغ الفجر ، وإذ برجال الإنقاذ يعلنون أن هناك طفل حي تحت الإنقاض بفضل الله.