مظاهرة مناهضة لهوغو تشافيز |
سمعنا بعد ما حدث في مصر وثورة 30 يونيو الجديدة بأن هناك تشابهاً قد يحصل بين الانقلاب الذي حصل على هوغو تشافيز وما يصفه الاخوان المسلمون وأنصارهم من انقلاب على الشرعية والرئيس محمد مرسي.
ويأمل أنصار الرئيس المصري المعزول بعودته على طريقة على عودة هوغو تشافيز، فما التشابه بين الأمرين وهل يمكن تكرار المسألة:
- في الحادي عشر من ابريل 2002 خرجت مظاهرات مؤيدة للرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز وأخرى معارضة له، وحدث بعض القتل والدم، مما دفع ضباطاً في الجيش لا يحبون فلسفة تشافيز إلى الانقلاب العسكري وتسليم رئيس الوزراء إلى رجل أعمال ثري مناهض لتشافيز.
- تم نقل تشافيز إلى قاعدة عسكرية في إحدى الجزر الفنزويلية، لكن أنصار تشافيز واصلوا الضغط السلمي واستطاعوا إعادة رئيسهم في 3 أيام فقط.
- الفارق الرئيسي بين تشافيز ومحمد مرسي هو وقت تنفيذ إجراءات العزل، فالأول تمت بعد فترة رئاسية كاملة وخلال فترته الرئاسية الثانية، أما مرسي فتم عزله بعد سنة واحدة فقط ... هذا يعني أن الناس رأت نجاح تشافيز في الاقتصاد وكان التحسن واضحاً خصوصا على الطبقة العاملة والفقراء، أما مرسي فكان خروجه في أصعب لحظات مصر الاقتصادية، مما جعل الزحف الشعبي أضعف مما كان عليه الحال في فنزويلا لأنه افتقد للزخم العام واقتصر على المؤيدين للفكرة التي جاء بها الاخوان المسلمون.
- خروج تشافيز جاء بعد أن أصبح له داعمين داخل النظام الجديد وله أنصار في مناطق سلطة، كل أولئك دعموه وأفشلوا الحكومة البديلة التي لم تجد الدعم الكافي لتوطد أقدامها.
لذلك نعم، خروج مرسي جاء في ظروف مشابهة تقريباً لخروج تشافيز، مظاهرات مؤيدة وأخرى معارضة، مقتل بعض المتظاهرين وأحداث عنف، وتدخل عسكري حاسم .. لكن الفرق أن التدخل العسكري لم ينل اتفاق كل القادة وكذلك توقيت الأمر جاء بعد أن عرف الناس من هو تشافيز ورأوا إنجازاته الواضحة للشعب الفنزويلي، في حين أن خروج مرسي جاء بعد أن لم يستطع الشعب إيجاد الكهرباء أو البنزين .. وهو فرق مهم جداً للحياة الاجتماعية والدعم الجماهيري المستمر.
ما سبق، لا يعني أنه من المستحيل تكرار الأمر مع مرسي.. فالسياسة كلها مفاجآت!